لا يتخيل العقل البشري بأي شكل من الاشكال ان تقوم الأم بهذا الفعل الشنيع والصادم حيث سطرت الكتب
في أساطيرها وتألق الشعراء في مدوناتهم وأسهب الكتاب في مقالاتهم بوصف مدى شعور وحنان الام
تجاه أطفالها حتى ان تلك العاطفة لم تقتصر على البشر بل تعدت الخطوط وبتنا نلاحظها
في عالم الحيوان فهل جربت يوماً أن تعدي على عصفوراً صغيراً امام أمه أو قطة صغيرة
أمام أمها وستلاحظ مدى تهور ردة فعل الأم صواء بالتحليق حولك من قبل العصفورة
الغاضبة أو باحاطتك من قبل القطة لتعترض طريق نقلك لأطفالها حكاية اليوم عن أم أقل
وصف بحقها ان يقال عنها انها مجنونة ومتهورة والسبب غيرة النساء حيث كانت تلك
الأم على خلاف مع عائلة عم الطفل المسكين وكانت تخاصم زوجة عم الطفل
لدرجة أنها كانت تمنع طفلها من الوصول لبيت عمه أو محادثة ابناء عمومته لتقطع الصلة
بينها وبينهم وفي إحدي المرات أبلغت تلك الإمرأة المجنونة بان طفلها قام وتناول قليل
من الطعام في بيت عمه وأنه وصف طعام زوجة عمه بانه لذيذ ومميز وأشهى من طعام
أمه فذهب زوجة عمه متباهية بكلام ابن خصيمتها الأولى بالعائلة وكأنها تقول لها
" وشهد شاهد من أهلها " ولعل شهادة الاطفال يعرف عنها البراءة والمصداقية
فصحبت الطفل وجعلته يروي ك لامه أمام أمه فما كان من تلك الام سوى انتظار تلك
الخصيمة مغادرة المنزل وقامت بتسخين ملعقة طعام وبدأت تحرق كافة أجزاء الطفل
لتترك في جسده حروق دائمة لا تزول مع الزمان فسبحان الله فقد أحسن وصفهم
في قوله تعالى" إن كيدهن عظيم " ولعل كيد النساء يدفع لجنون لا تتخيله عقول العقلاء .
