تبادل أعلاني

ﻗﺼﺔ ﺃﻋﻘﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ " ﺑﻬﻠﻮﻝ " ﻛﻴﻒ ﺃﺑﻜﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ

ﻳﺤﻜﻲ ﺃﻥ ﺑﻬﻠﻮﻝ ﺭﺟﻼً ﻣﺠﻨﻮﻧﺎً ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻳﺘﺠﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﻭﺳﻂ ﻣﺪﻳﻨﺘﻪ ﻭﺟﺪ ﺑﻬﻠﻮﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻳﺎ ﺑﻬﻠﻮﻝ ﻳﺎ ﻣﺠﻨﻮﻥ ﻣﺘﻰ ﺗﻌﻘﻞ ؟ ﻓﻔﺮ ﺑﻬﻠﻮﻝ ﻭﺻﻌﺪ ﺃﻋﻠﻰ
ﺷﺠﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﺎﻋﺘﻠﻰ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻳﺎ ﻣﺠﻨﻮﻥ
ﻣﺘﻰ ﺗﻌﻘﻞ ؟ ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻥ ﺃﻧﺎ ﺃﻡ
ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺑﻬﻠﻮﻝ ﻓﺄﻧﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﺗﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﻬﻠﻮﻝ
ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﺠﻨﻮﻥ ﺃﻧﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻃﺮﻳﻘﻲ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺖ ﺟﻬﻠﺘﻪ ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻭﻋﻦ ﺃﻱ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻗﺎﻝ ﺑﻬﻠﻮﻝ ﺃﻧﺎ ﻋَﻤَﺮﺕُ



ﻫﺬﺍ ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﺧﺮﺑﺖ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺮ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺖ
ﻋَﻤَﺮﺕً ﻫﺬﺍﻭﺍﺷﺎﺭ ﻟﺼﺮ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻭﺧﺮﺑﺖ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ
ﻓﺒﻜﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﺣﺘﻰ ﺍﺑﺘﻠﺖ ﻟﺤﻴﺘﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ
ﺃﻟﻚ ﻏﺮﺽ ﻣﻨﻲ ﻳﺎ ﺑﻬﻠﻮﻝ ؟ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨﻲ ﻛﻴﻒ ﺃﺧﺪﻣﻚ ! ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻬﻠﻮﻝ
ﻧﻌﻢ ﻟﻲ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﻨﻚ ﺛﻼﺙ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﺇﻥ ﺣﻘﻘﺘﻬﺎ ﻟﻲ ﺳﺄﻛﻮﻥ ﻟﻚ ﺷﺎﻛﺮﺍً
ﻳﺎ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﻗﻞ ﻳﺎ ﺑﻬﻠﻮﻝ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﺭﻳﺪﻙ ﺃﻥ ﺗﻄﻴﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻱ ﻓﻘﺎﻝ
ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻻ ﺃﻗﺪﺭ ﻳﺎ ﺑﻬﻠﻮﻝ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻬﻠﻮﻝ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺤﻤﻴﻨﻲ
ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺎ ﺑﻬﻠﻮﻝ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻗﺎﻝ
ﺃﺭﻳﺪﻙ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻠﻨﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻘﺪﺭﺗﻲ ﻓﻌﻠﻪ
ﻳﺎ ﺑﻬﻠﻮﻟﻔﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻬﻠﻮﻝ ﺇﺫﻥ ﺍﻋﻠﻢ ﻳﺎ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺃﻧﻚ ﻣﻤﻠﻮﻙ
ﻭﻟﺴﺖ ﺑﻤﺎﻟﻚ ﻓﺄﺻﻠﺢ ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎﻙ ﻟﺘﺼﻠﺢ ﺁﺧﺮﺗﻚ .