ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﻳﺘﻮﺍﺟﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺯﻣﺎﻥ ﻓﻬﻢ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﺍ ﺍﻟﺘﺼﻴﺪ ﺑﺎﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻓﻬﻢ ﺃﻗﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺫﺋﺎﺏ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻲ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﺒﺎﻥ ﺃﺛﺮﻳﺎﺀ ﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺍﻟﺘﺤﺮﺵ ﺑﻔﺘﺎﺓ ﻣﻠﺘﺰﻣﺔ
ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺘﺒﺎﻫﻴﺎً ﺑﺸﻜﻠﻪ ﻭﺃﻧﺎﻗﺔ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺘﺒﺎﻫﻰ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﻔﺎﺭﻫﺔ
ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﺘﺒﺎﻫﻰ ﺑﺠﻮﺍﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻊ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻭﺑﺪﺃﻭﺍ ﺑﺮﺻﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﻟﻬﺎ ﺻﺎﻓﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻛﺴﺔ ﻓﻠﻢ ﺗﻜﺘﺮﺙ ﻟﻸﻣﺮ ﻓﺒﺪﺃ ﻳﻌﺎﻛﺴﻮﻫﺎ ﺑﺒﻌﺾ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺩﺷﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺀ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺇﻟﺘﺰﻣﺖ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻟﻤﻨﺰﻟﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﻄﻴﻬﻢ ﺃﻱ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻋﺎﺩﺕ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ ﻟﻢ ﺗﺮﻏﺐ ﺑﺈﺑﻼﻍ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻭﻇﻨﺘﺄﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﺎﺑﺮﺍً ﻭﻣﺠﺮﺩ ﺷﺒﺎﺏ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﺎﻟﻄﺮﻕ
ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺘﺮﺻﺪﻭﺍ ﻟﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺨﺎﻓﺖ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺊ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻭﺍﺻﻠﺖ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺑﺎﺷﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻛﺴﺔ ﺍﻟﻜﻼﻣﻴﺔ ﻓﻠﻢ ﺗﻜﺘﺮﺙ ﻟﻬﻢ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ
ﻓﻘﺮﺭ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮﺓ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻃﺮﻳﻘﻬﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻫﻲ ﺃﻧﺖ ﺍﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﻨﻈﺮﻱ
ﻟﻨﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺃﻧﺎ ﻓﻘﻴﺮﺓ ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻣﻬﺬﺑﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﻭﻧﺤﻦ ﻟﺴﻨﺎ ﻣﻬﺬﺑﻴﻦ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﺇﻧﺎﺀ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻳﻨﻀﺢ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﺭﻳﺪﻙ ﺃﻥ ﺗﺼﻌﺪﻱ ﻣﻌﻲ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﻟﻌﻞ ﺃﺧﺘﻚ ﺍﻵﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬﺍ
ﻓﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻨﺎ " ﻛﻤﺎ ﺗﺪﻳﻦ ﺗﺪﺍﻥ " ﺗﺮﺩﺩ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻗﻠﻴﻼً ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺃﺧﺘﻲ ﻣﻬﺬﺑﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﻭﺃﻧﺖ
ﺗﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻛﺴﺘﻲ ﺃﻻ ﺗﺨﺎﻑ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺴﺎﺏ ﻫﻨﺎﻙ ﺟﻨﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺎﺭ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺬﺍﺏ ﻗﺒﺮ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺘﻴﺪ ﻭﺭﻗﻴﺐ
ﻳﺴﺠﻼﻥ ﻟﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎ ﺍﺭﺗﻌﺸﺖ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻭﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺗﺮﻙ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻭﺍﺻﻠﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ
ﻟﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻊ ﺍﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺃﺑﻠﻐﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﺮﻳﺾ ﻭﺑﻘﻲ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﻜﻼﻡ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻓﻘﺮﺭ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻭﺍﻹﻟﺘﺰﺍﻡ
ﻭﻋﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﺇﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﻭﺃﺑﻠﻐﻬﻢ ﺑﻜﻼﻡ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﻠﺘﺰﻡ ﻭﻧﺘﺮﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺇﻣﺎ ﺻﺪﺍﻗﺘﻲ
ﻟﻜﻢ ﻻ ﺗﻌﻨﻴﻨﻲ " ﻓﺎﻟﻤﺮﺀ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺧﻠﻴﻠﻪ " ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﺑﻜﻼﻡ ﺻﺪﻳﻘﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﺰﻣﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎً
ﺛﻢ ﺃﺧﺒﺮ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻗﺼﺘﻪ ﻷﻣﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻷﻡ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻫﻲ ﻧِﻌﻢَ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻟﻚ ﻭﺗﻤﺖ ﺧﻄﺒﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﻼﻝ .