تبادل أعلاني

قصة الحذاء الذي علم الحكمة لأثرى الأثرياء

كان هناك رجلاً ثرياً يخرج للحقول مصطحباً معه حكيما يروي عليه دروساً من الحياة وكانت تلك هي حالة ذاك الرجل على طوال سنوات عدة وفجأة وعندما كانا هذين الرجلين جالسا على أطراف حديقة جميلة أسفل الأشجار 

                              
الخضراء والشمس من حولهم  والطيور من فوقهم شاهدا حذاءً قديمة يظهر عليه مظهر
 الاهتراء والقدم فقرر ذاك الرجل الثري تسلية نفسه وقال للحكيم ما رأيك في أن نضحك 
قليلاً فأخبره الحكيم كيف يكون هذا يا سيدي قال نخبئ هذا الحذاء الذي يبدو أنه لعامل من عمال
الحقل الأشقياء وعندما يخرج يبحث عنه ونرى ردة فعله الغاضبة بعد انتهاء يوم عمل شاق وضياع 
الحذاء فقال الحكيم لسيده يا سيدي لا نريك أن نسعد أنفسنا على حساب مشاعر الآخرين أنت 
ثري ومعك الكثير من المال لم لا تضع قطعة من النقود في فردتي حذاء الرجل وعندما يعود يجد النقود
                        
 في الحذاء فنشاهد ردة فعله وافق الرجل الثري على مقترح الحكيم خاصة انه كان يثق بالرجل الحكيم 
جداً وعندما عاد الرجل الفلاح الشقي شاهدا مظاهر التعب على ملابسه المرقعة بدأ يجهز نفسه للعودة
 وهو ينثر غبار رمال الحقل الذي كان يعمل معه طوال اليوم مقابل مبلغاً زهيداً فالتفت لوجود شيئاً 
في الحذاء ووضع يده بحذائه ليجد المال وكذلك الحال في فردة الحذاء الأخرى بكى هذا الرجل وجلس 
متكئاً على ركبته ورفع يديه إلى السماء شاكراً رب السماء وهو يقول حمدا لله يا الله أن رزقتني هذا
 المبلغ الذي كنت بأمس الحاجة له لأعالج زوجتي المريضة وأوفر قوت يوم أطفالي فأنا لا أجد لهم
 مالاً يسد رمق جوعهم وعطشهم وأمام هذا المشهد بكى ذاك الرجل الثري فقال له الحكيم الآن أنت 
أكثر سعادة فكلما تعطي تكن سعيداً أكثر مما أن تأخذ من الغير .